لهذا السبب..الإعلام الرسمي يتجنب زيارة دي ميستورا إلى الصحراء
صحراء توذوس : العيون
لاحظ عدد من المتتبعين للشأن السياسي بالصحراء، تفادي تناول الإعلام الرسمي المغربي للزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى جهتي العيون والداخلة منذ بداية الأسبوع الجاري، رغم تكللها باللقاءات والإجتماعات مع منتخبي المنطقة وشيوخ القبائل، وتأكيدهم المطلق على دعم ومساندة الموقف المغربي ومقترحه بتنزيل الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي للنزاع الإقليمي الذي عمر أكثر من اللزوم.
ومن خلال تتبع نشرة أخبار قناة العيون اليومين الماضيين، وكذا قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء “لاماب”، بالإضافة إلى موقع وزارة الخارجية، يتبين أن هناك تجنب واضح بعدم تناول زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء عبر قنوات القطب العمومي وعدم تحميل الزيارة أكثر من حجمها بإعتبار أن المغرب ينظر لها كعمل “إجرائي” لا يستدعي ذلك الإستهلاك الإعلامي والتداول الوطني المعروف.
وإلى جانب تفادي الدولة تناول زيارة دي ميستورا للصحراء على الصعيد الرسمي الإعلامي، يمكن القول أن المغرب قد إنسجم في ذلك مع رغبة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا نفسه، والذي كان حريصا هو الأخر على عدم تصوير وتسجيل اللقاءات والإجتماعات التي أجراها الإثنين والثلاثاء بالعيون وجعلها مغلقة بخصوص الرأي العام قدر الإمكان.
وحسب مصادر لجريدة “صحراء توذوس” فإن المساعدين والمرافقين التقنيين للمبعوث الأممي دي ميستورا، كانوا حريصين كل الحرص، والتأكيد على منع التسجيل وإلتقاط صور الإجتماعات مع الوسيط الأممي من طرف الشيوخ والفعاليات المنتخبة والمدنية، سواء بمقر جماعة العيون، أو مقر بعثة المينورسو، أو بمقر اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان.
وقالت ذات المصادر، إن تفادي تناول زيارة المبعوث الأممي للصحراء على المستوى الإعلامي، سواء من طرف المغرب أو من لدن دي ميستورا شخصيا، هو خطوة صحية في العمق وتخدم مساعي إستئناف النقاش بين الأطراف والطاولات المستديرة، لأن نجاح أي مفاوضات يقتضي وضع مدونة سلوك مبدئية على أساس قاعدة السرية في اللقاءات وعدم الإدلاء بالتصريحات الصحفية والإبتعاد عن الكاميرات والإستعانة على قضاء الجولة بالصمت والكتمان.