تحليل : المنتخبون والإعلام…أية علاقة ؟
صحراء توذوس : السمارة
يشكل الاعلام حاليا بالسمارة وعلى مستوى جهة العيون، دورا مهما في النقاش العمومي وتوجيه الرأي العام ونقل الأخبار والمعلومة وتداول الأحداث الاجتماعية والسياسية والقضايا الانشغالية التي تحظى بتتبع الناس والمسيطرة على إهتمامهم إزاء النقاط ومجريات المشهد السياسي والحزبي والاقتصادي في ظل متغييرات وتطورات متسارعة، وغير مسبوقة تحتم أكثر من أي وقت مضى الوقوف عند خطورتها وإعادة ترتيب الأوراق في دق ناقوس الخطر ضد التهديدات المحدقة على المستوى الإعلامي والتأجيج الخطابي لأول مرة جهرا وعلانية منذ سنة 1975 فكيف ذلك؟؟
ذلك أن المعركة اليوم بالعيون والسمارة المتصلتين، ليست معركة ميدانية على الأرض أو تنافس إنتخابي في تحصيل الأصوات وتسيير المجالس الجماعية، بل هي معركة إعلامية في الهواء تتطلب مواجهتها من نفس سلاحها ومقارعة الأفكار بالأفكار والمقالات بالمقالات، والابداع في تحصين المكتسبات بما يلزم من المنهجية والاتحاد النخبوي في رفع الإيقاع وتجاوز النمطية الصحفية السائدة على وسائل الاعلام الجديد التي أصبحت الان في الحقيقة بمثابة “airbag” ضروري توفرها لأي منظومة ووسيلة حمائية ووقائية يختلف وجودها عن عدمها كما رأيتم، عند الاصطدامات وحوادث السير السياسية والحزبية والتدبيرية البديهي تواجدها على طريق أي منتخب ومدبر عمومي بارز.
وهو ما يمكن خلاله بناء نظرة حول منتخبي السمارة وعلاقتهم بالاعلام التي يغلب عليها الحذر والجفاء وسوء الفهم الكبير والنظرة التبخيسية لجل المنتخبين بشأن هذا القطاع على أنه إرتزاقي وإبتزازي علما أن الصحافة تشكل مرآة التدبير العمومي، والسياسي الناجح هو من يسعى إلى الإعلام وينظر له كشريك في التنمية ومحفز على العمل والتسيير بما يعكس أراء الناس وملاحظاتهم وفق قالب إبداعي مصداقي ويواكب جميع الأذواق الفئوية ويعمل على الاقناع والمحاججة بعيدا عن تلك الطريقة التقليدانية.
وهذا بحكم المرحلة الراهنة داخل جهة الصحراء والمقبلة على تحولات سياسية وإقتصادية عميقة تحضيرا للحكم الذاتي في المنطقة ضمن الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي والموانئ الأطلسية وكذا الاندماج الافريقي بما يتضمن ذلك من تدبير محلي وتواجد قنصلي وتعزيز أمني وعسكري وترافع دبلوماسي وتحفيز إستثماري وصناعي وطاقاتي وغيرها من الملفات الاستراتيجية التي يجب إظهار خلالها دور منتخبي المنطقة وإستبطانها على مستوى العقل الاعلامي والتفكيري والتحليلي والصحفي.
ناهيك عن تسليط الضوء على تدخلات السلطات المنتخبة ومساهمتهم في إنجاح هذه الأوراش الملكية وترويجها وتسويقها بما يلزم من عصرنة وهو الطلب تحديدا الذي سبق أن تقدمت به جريدة “صحراء توذوس” إلى رئيس جماعة الدشيرة منذ شهرين للنقاش حول عدة مشاريع تنموية متصلة هناك، لأجل تنوير الرأي العام بدور المنتخبين في تثمين التوجهات العامة للدولة وجهودهم الحثيثة والميدانية ومرافاعاتهم المركزية والبرلمانية ونقلها إلى الرأي العام الوطني والاقليمي والجهات المتتبعة للشؤون المحلية بالسمارة والعيون وجهة الساقية الحمراء.
إنها مهمة شاقة ومتعبة، والمحظوظ هو من إبتعد عن الحقل الاعلامي للسمارة الذي يعتبر حقلا للألغام نظرا إلى الروابط العائلية والحزبية وتأويلات ومتغييرات الصورة السياسية للاقليم التي صنعها الاعلام طيلة الفترة الانتخابية الماضية عبر المواقع والصفحات الفيسبوكية، لأنه كما تعلمون لا تنمية واقعية بدون إعلام يذكيها ويعكسها ويشجع عليها ولو نفسيا وتعبويا.
ثم إن السياسي الأشبه أن يكون مثل سائق سيارة كما قال الراحل الحسن الثاني يتوجب في نظره إلى الأمام النظر إلى الوراء عبر المرآة أثناء السير على الطريق وكيفية إشتغاله التدبيرية والسياسية ومختلف مكونات المنظومة المحلية للسمارة المفروض عليها أخلاقيا بما في الكلمة من معنى دعم الجسم الصحفي والاعلامي المحلي من أبناء المدينة وإنخراطهم جديا في العملية السياسية ومخططات المجالس المنتخبة ضمن مبدأ رابح رابح، وفي إطار شراكة إتحادية وتداركية للبعد الاعلامي للجهة ضمن التطورات المتوقعة والتحركات الجارية وما سلف إختصاره وما إستنتجتم وماذا تستنتجون….