300×250

السمارة على موعد مع جيل جديد من التنمية المندمجة (صور)

0

صحراء توذوس : السمارة

في سياق التفعيل الميداني للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى بلورة جيل جديد من البرامج التنموية المندمجة، احتضن مركز الاستقبال والندوات بمدينة السمارة، صباح اليوم الأربعاء 12 نونبر 2025، لقاءً تشاورياً موسعاً خُصص لإعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة لإقليم السمارة، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى تحقيق العدالة المجالية وتعزيز نجاعة السياسات العمومية الترابية.

اللقاء ترأسه عامل إقليم السمارة، السيد إبراهيم بوتوميلات، بحضور قائد الحامية العسكرية، ورئيس المجلس الإقليمي سيدي محمد سالم لبيهي، ورئيس جماعة السمارة مولاي إبراهيم شريف، إلى جانب برلمانيين ورؤساء جماعات ترابية وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، فضلاً عن فعاليات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام المحلية.

استُهلت أشغال اللقاء بتلاوة النشيد الوطني، أعقبها تدخل عامل الإقليم الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن هذا اللقاء يندرج في إطار تنزيل التعليمات الملكية السامية الداعية إلى اعتماد برامج تنموية متكاملة تقوم على الالتقائية والفعالية في التخطيط والتنفيذ، مشدداً على أن الرهانات الحالية تستوجب مقاربة جديدة للتنمية المجالية تراعي الخصوصيات السوسيو-اقتصادية لكل إقليم، وتستجيب في الآن ذاته لتطلعات الساكنة المحلية.

وأوضح السيد العامل أن إعداد البرنامج سيتم وفق منهجية علمية وتشاركية تستند إلى تشخيص دقيق للمعطيات المجالية والاقتصادية والاجتماعية، بغية صياغة رؤية مندمجة قادرة على مواكبة الدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية عموماً وإقليم السمارة على وجه الخصوص.

كما أشار إلى أن البرنامج سيقوم على محاور استراتيجية تشمل تحفيز الاستثمار وخلق فرص الشغل، وتحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات الأساسية، وتعزيز البنيات التحتية، والتدبير المستدام للموارد الطبيعية، ودعم العدالة المجالية والاجتماعية.

وفي مداخلة تقنية، قدّم أحمد أوعلا، المكلف بالتعمير والبيئة، عرضاً مفصلاً تناول فيه المؤشرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة بالإقليم، مبرزاً التحديات البنيوية والفرص التنموية التي تؤطر إعداد هذا البرنامج، مع اقتراح مقاربة موضوعاتية لتفعيل الرؤية التنموية على المدى المتوسط والبعيد.

وأكد المتحدث أن المرحلة المقبلة ستعرف تنظيم ورشات موضوعاتية قطاعية بمشاركة كافة الفاعلين الترابيين من منتخبين ومؤسسات عمومية ومكونات المجتمع المدني، وذلك من أجل بلورة تصورات ومقترحات عملية تترجم حاجيات الساكنة إلى مشاريع تنموية قابلة للتنفيذ والتقييم.

وقد حظي اللقاء بتفاعل إيجابي من مختلف الفاعلين المحليين الذين أشادوا بهذه المبادرة، معتبرينها نموذجاً في الحكامة التشاركية وإرساء ثقافة التخطيط التعاوني في تدبير الشأن الترابي.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على ضرورة توحيد الجهود وتعبئة الطاقات لإنجاح هذا الورش التنموي الطموح، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بما يضمن الارتقاء بإقليم السمارة إلى مصاف الأقاليم النموذجية في مجال التنمية المستدامة والحكامة المجالية الرشيدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.