“حك بعد حك بعد” أم “أغراس أغراس”.. أيُّهما تنتصر بالسمارة ؟؟
صحراء توذوس السمارة
من كان يتوقع أن العبارة الشهيرة “حك بعد حك بعد” التي أطلقها حمدي ولد الرشيد سنة 2019 بمدينة الداخلة الجميلة، ستكون أكثر وقعا ودلالة اليوم بمدينة السمارة، التي يطمح حزب الاستقلال إلى الظفر برئاسة مجلسها الجماعي وإنتزاعه من حزب التجمع الوطني للأحرار، في شخص ممثله ميد الجماني الذي أكد قبل أيام على مواصلته الطريق وتشبثه بهذا الحزب وعدم الترشح مستقبلا إلا بلونه.
وهو ما يرجح فرضية أن الانتخابات المقبلة بالسمارة، قد يمكن إخراجها من إطارها العائلي والقبلي وعلى مستوى الأشخاص، ووضعها ضمن التدافع والتنافس الحزبي السائد في الحصول على أكبر عدد من المقاعد والأصوات من طرف كافة الأحزاب على الصعيد الوطني، وليس فقط، بالسمارة أو الجهات الجنوبية الثلاث، مع العلم أن الشهية الانتخابية مشروعة وتعد خيار ديمقراطي وثابت من الثوابت الأربعة التي أقرها دستور 2011.
ومن خلال التصريحات الصحفية الأخيرة، لقيادات من حزب الإستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار، حول الواقع التنموي للسمارة، أجمع الفريقين معا، على تراجع هذا الاقليم بشكل ملحوظ وتأخره على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية والخدمات، وعلى ضرورة إحداث تغيير جذري وعميق مستقبلا، وفتح صفحة جديدة عنوانها النهوض بواقع السمارة وتنميتها والإقلاع بها وتطويرها.
وما لا يختلف عليه إثنان، هو أن المجلس الجماعي للسمارة والذي يسعى حزب الاستقلال بشكل حثيث كما حزب الأحرار، إلى إكتساحه والظفر برئاسته التي لا يمكن إفرازها إلا عن طريق التحالف بين مكوناته والأحزاب التي ستفوز بمقاعده البالغ عددها 35 مقعد، حيث وباستحضار إنتخابات 2015 نجد أن المجلس الجماعي ضم 12 عضوا منتمين للأحرار، و10 أعضاء عن حزب الاستقلال، و8 أعضاء عن حزب الأصالة والمعاصرة، فيما توزعت بقية المقاعد بين حزبي الاتحاد الدستوري والعدالة والتنمية.
ومن هذا المنطلق، وحسب المعطيات الحالية، يتبين أن حزب الأصالة والمعاصرة، سيحافظ كما يبدو على إعتباره المعهود داخل المجلس الجماعي للسمارة، وذلك على أساس أعضاءه، بأنهم كفة راجحة وورقة رابحة مطروحة اليوم أمام التجمعيين والاستقلاليين على سواء, وذلك لإستمالتهم والتحالف معهم، علما أن “أغراس أغراس” و”حك بعد حك بعد” كلتاهما عبارتين ممزوجتين في مرشحيه الثلاثة الواقفين لحد الساعة في منزلة بين المنزلتين، ووسط تساؤلات أي الحزبين سيذهبون معه، في آخر المطاف ومرحلة من هذه العملية الانتخابية التي تعتبر لقطات النهاية محددها ومنعطفها الرئيسي.
ورغم ما يقال حول التقارب المتوقع بين مرشحي حزب البام والأحرار مستقبلا، إلا أنه وللموضوعية والحياد، لايمكن، الجزم بهذا المعطى، لأن إمكانية التقارب أيضا متاحة مع حزب الاستقلال وبنفس القدر كذلك مقارنة مع الأحرار، وذلك لأسباب عديدة، أهمها أن السياسة هي فن الممكن وكيفية توزيع القوة وتوسيع هامشها من خلال الضمانات والتفاهمات الانتخابية البنيوية التي تبدأ باستحقاقات الغرف المهنية مرورا بالجماعات وفي صدارتها الجهة، ثم هكذا إلى غاية الوصول ودخول قبّة البرلمان المُقدسة.
ولهذا، فإن ما سلف يكشف أن الأحزاب التي ستكون ممثلة بالمجلس الجماعي للسمارة مستقبلا، ستكون بمثابة نقطة النهاية للسباق الانتخابي المحموم، بل وإنها السر المؤثر في معادلة التغيير المنشودة، مما بات يستدعي وقفة شجاعة مع الذات والتأمل في جزئيات وتفاصيل هذا المشهد العجيب، مقارنة مع سنة 2015، وغيرها من المستجدات التي تضع اليوم الاستقلاليين والتجمعيين أمام مسؤوليتهما التاريخية والمصيرية، في تحقيق التنمية المحلية والاقلاع الاقتصادي والاجتماعي، ولأجل كذلك تفنيد وقطع دابر فكرة مغلوطة وخطيرة جدا لدى عينة قليلة من ساسة هذا الاقليم وفاعليه، مفادها أن السمارة والعيون كانتا خلال التقطيع الترابي السابق أكثر هدوءً وسلاسةً وإطمئنان من بعضهما البعض!!؟؟.